فراشة السلام مشرف
عدد الرسائل : 47 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 26/10/2008
بطاقة الشخصية حقل الحاكم: 1و6
| موضوع: لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ""و ما يلفظ من قول إلا و لديه رقيب عتيد"" الخميس ديسمبر 18, 2008 10:13 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة عجبتني كثيراا وتأثرت بها جدا :
يروى : أن الإمام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر ... ثم بعدها يصلى الفجر
فأراد الإمام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى إليه وقال : بلغني عنك أنك تفعل كذا وكذا
فقال : نعم يا إمام
قال له : إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن وكأنك تقرأه علي .. أي كأنني أراقب قراءتك ... ثم أبلغني غدا
فأتى إليه التلميذ في اليوم التالي وسأله الإمام فأجاب
لم أقرأ سوى عشرة أجزاء
فقال له الإمام : إذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذهب ثم جاء إلى الإمام في اليوم التالي وقال يا إمام .. لم أكمل حتى جزء عم كاملا
فقال له الإمام : إذن اذهب اليوم .. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على
الله عز وجل
فدهش التلميذ ... ثم ذهب
في اليوم التالي ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد
فسأله الإمام : كيف فعلت يا ولدى ؟
فأجاب التلميذ باكيا : يا إمام
والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل
"تذكروا الأية : ومايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم
إذا الكلام والكتابة .. أمر خطير للغاية فمن الممكن أن يكون كلامنا كالصدقة الجارية والوردة الفواحة بالعطر الجميل والحمد لله جميعكم كلامكم عطر فواح .. كل من يقرأه يدعو لنا ونأجر من الله على ما كتبنا وربما كان الأمر على العكس تماماً كأن يكون كلاماً سيئة جارية يدعوا للفاحشة و يحرض على المعاصي ويهتك الأعراض ويؤذي المؤمنين والمؤمنات .. وأي فرق بين هذا الكلام وذاك
إخواني وأخواتي الكرام .. لا أريد أن أطيل الحديث كثيراً ولكنني أوجه دعوة للجميع أن يراقبوا أنفسهم وليعلموا أنهم محاسبون على ما يكتبون وما يتكلمون ومايفعلون ,,
كم يراقب الإنسان الآخرين، وينسى مراقبة رب العالمين، وكم يراقب العبدُ العبيد وينسى الإله المعبود، فيخجل البعض، ويكف الآخر، ويندم ثالث، ويعتذر رابع، ويبكي خامس....هذا كله عندما يعلم ويحس بأنه مراقب من قبل مخلوق مثله، فكيف إذا علم وتيقن بأن العليم الخبير سبحانه وتعالى مطلع عليه ويراه، ويسمعه، ويراقبه، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
نعم أخي ....انتبه لنفسك ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك، وهو سبحانه عالم السر والنجوى، ويعلم عنك ما لا تعلم عن نفسك، فقد قال تعالى:{أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }(البقرة:77)، وقال:{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } (العلق:14)، وقال:{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً } (الأحزاب:52)، وقال:{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }(غافر:19).
وكن كما علمك النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الإحسان ؟ فقال: ( أن تعبد الله كأنك تراه . فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) متفق عليه . فالمراقبة عبادة عظيمة وهي: "دوام علم العبد، وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه" . وهي ثمرة علم العبد بأن الله سبحانه رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله، وهو مطلع على عمله كل وقت وكل حين، وكل نفس وكل طرفة عين. والغافل عن هذا بمعزل عن الهداية والتوفيق. ومن راقب الله في خواطره، عصمه في حركات جوارحه.
وقد قيل لبعضهم : متى يهش الراعي غنمه بعصاه عن مراتع الهلكة ؟ فقال : إذا علم أن عليه رقيبا . وقيل : المراقبة مراعاة القلب لملاحظة الحق مع كل خطرة وخطوة .
نعم لا تجعل الله تعالى أهون الناظرين إليك، بل راقبه، وإذا جلست للناس فكن واعظاً لقلبك ونفسك. ولا يغرنك اجتماعهم عليك. فإنهم يراقبون ظاهرك. والله يراقب ظاهرك وباطنك.
فالله عز وجل هو أعظم الناظرين إليك، العالمين بك، المطلعين عليك، العارفين بأسرارك، ولا مفر لك منه، فالأرض أرضه، والسماء سماؤه، والخلق خلقه، والناس عبيده، وهو الذي أحياك، وسوف يميتك، ثم يبعثك، ويوقفك بين يديه للسؤال.
أيليق بأحد بعد ذلك أن يتساهل في علم الله به، ونظره إليه، أيقبل أحد أن يراه مولاه حيث نهاه؟، أو يفقده حيث أمره.
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان [/size][/size] ***************************************سبحان الله في ناس كل همهم الناس لايطلعون على افعالهم ناسين ان الله يراهم
[size=16]فكن من المعظمين لله سبحانه وتعالى، ولأمره ونهيه، ولا تجعله أهون الناظرين إليك، والله المعين، والحمد لله رب العالمين
ء°°
لا تنسوني من صالح دعائكم أحبتي في الله
| |
|
اسير الدموع المدير
عدد الرسائل : 155 العمر : 29 الموقع : https://saife.ahlamontada.net العمل/الترفيه : طالب المزاج : عادى السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/10/2008
بطاقة الشخصية حقل الحاكم: 1و6
| موضوع: رد: لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ""و ما يلفظ من قول إلا و لديه رقيب عتيد"" الإثنين يناير 12, 2009 8:53 pm | |
| | |
|